سمر
دمشق: أخرجت قوات الأمن فتاة في العشرين من عمرها من غرفة، مساحتها ثلاثة أمتار مربعة ، سجنها فيها والدها منذ عشرة سنوات ، في إحدى القرى التابعة لمحافظة إدلب، الثلاثاء الماضي.
كان الجيران قد أبلغوا الشرطة بالواقعة بعد أن رؤوا الأب يدخل إلى الغرفة عدة مرات وهو يحمل الماء والطعام. وقال الممرض الذي أخرج الفتاة وتدعى "سمر" :" انطلقنا بسيارة الصحة من إدلب باتجاه كفر تخاريم وعند مدخلها وجدنا سيارة للأمن وفيها والد الفتاة ، حيث قادنا إلى المنزل ، وفي غرفة صغيرة تشبه الحمام خلف المنزل وجدنا سمر ".
وبحسب صحيفة "سيريانيوز" أضاف الممرض:" كانت الغرفة معتمة جدا وعندما أشعلت مصباحي اليدوي فوجئت بها تتحرك ، كانت منهكة وخائفة و تألمت من الضوء حتى أبعدته عن عيونها ، وكانت ترتدي بيجاما صغيرة عليها و متسخة جدا ، وعندما حملتها خافت وصاحت لكنها هدأت عندما وضعناها بالسيارة " .
أما الطبيب المشرف على حالة الفتاة فقال:" عند سمر رهبة وخوف من كل شيء ، وتعاني من ضمور في كل عضلات جسمها حتى أننا توقعنا أن يكون عمرها 12 سنة فقط ، ولديها تراجع في كل الإفرازات الغديّة ، ورأسها كبير جدا بالنسبة لجسمها ، وأطرافها أطراف طفلة ".
بدأت قصة سمر، التي تبلغ الآن من العمر 19 عاما، بعد إنفصال والديها، وتولي والدتها تربيتها في بيت جدها، حتى أتمت السادسة من العمر، وأشارت والدة الفتاة وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اللندنية إلى أن الزوج أخذ الطفلة عند بلوغها السادسة، ولكنها عادت إلى بيت جدها بعد عام، بجسد مشوّه ومحروق بالنار في مواضع كثيرة. بعدها، عاد الوالد مجدداً، وأخذها لحضانته، بحجة أنه يريد أن يتولى رعايتها بنفسه. بعدها، لم تتمكن الوالدة من رؤية طفلتها، بعد أن تم إبلاغها أن الفتاة توفيت.
وكانت نتيجة رعاية الأب أن حبسها في غرفة طيلة 10 سنوات في ظروف لا يمكن لكائن حي العيش فيها. ووصف أحد الممرضين المعالجين للفتاة بأنها تتصرف كفتاة الأدغال، لدرجة انها تأكل الموز بقشره، مشيراً إلى أنها تبدي خوفاً شديداً عندما ترى عدسات آلات التصوير خلال التقاط الصور لها، ما يسبب لها نوبات من الصراخ والخوف الشديدين .