أربع وعشرون ساعة في العراء , بقيت جثة " محمد عبده غراب " الموظف المكلف بحراسة المبنى الجديد للشركة العامة للنقل الداخلي بحمص ( مرآب أم القصب ) قبل أن يتم اكتشافها .
وفي التفاصيل التي حصلت عليها سيريانيوز فإن الموظف " غراب " قد توفي نتيجة " نوبة قلبية " أصابته أثناء تأدية عمله , بصفة " حارس ) لمبنى الشركة العامة للنقل الداخلي الجديد في منطقة أم القصب , صباح 29 / 7 / 2007 , ولم يتم الكشف عن جثته إلاّ في صباح اليوم الثاني , لحظة قدوم الموظف ( الحارس )
البديل .
ويعتبر مرآب الشركة في قرية أم القصب قيد التنفيذ , ويستخدم حالياً كمستودع للآليات ( الباصات ) المنسقة من الخدمة , ويقع بالقرب من مكتب الدور .
مدير الشركة العامة للنقل الداخلي المهندس نزار دربي , قال لسيريانيوز " المكان قيد التجهيز , ولا يوجد أي شيء فيه ذو أهمية , سوى محرس لدوام الحراس , وسور يحيط بالمستودع , وهاتف " .
دربي برر لسيريانيوز عدم اكتشاف الجثة لليوم الثاني بقوله " فرضت علينا طبيعة العمل ( الحراسة لمكان قيد التجهيز ) وقلة عناصر الحراسة المفرزة للمكان , آلية دوام تقضي بأن يلتزم الحارس بعمله لمدة أربع وعشرين ساعة متواصلة , ثم يرتاح ليومين متواصلين , الأمر الذي سمح ببقاء الجثة لليوم التالي " .
فيما طالب محافظ حمص بكتابه رقم ( 2708 / س ح تاريخ 23 / 8 / 2007 ) إيضاح أسباب " عدم تكليف اللجنة الأمنية القيام بالجولات التفتيشية المقررة للمكان " .
فيما قال المهندس دربي لسيريانيوز " كنا نقوم بجولات متفرقة للمكان , ولكنها لم تكن دورية , لعدم وجود أي بناء أو معدات في المستودع " .
من جهته برر رئيس دائرة الخدمات بالشركة العامة للنقل الداخلي صالح معراوي لسيريانيوز استمرار عمل الحراس بالقول " مدة الورديات وطبيعتها تفرضه طبيعة العمل , والمهم أن تكون ساعات التي يؤديها العامل ضمن العدد المحدد له أسبوعياً , الأمر الذي لم نتجاوزه في الشركة " .
فيما رأى أحد القانونيين ( رفض الكشف عن اسمه ) أن هذا الأمر " يخالف لقانون العاملين الأساسي حيث ينص على أن تكون ساعات العمل باليوم الواحد محددة بثماني ساعات , يقابلها ضعفيها استراحة " .